top of page
صورة الكاتبMarwah Nadreen

صينية مليانة فوشار، طاقة أنوثة، مسلسل الأخوة، وقمّعت بامية!

في ٢٠١٣، مرت فترة عصيبة جدا...

كنت أمر بمرحلة انتقالية في حياتي، مرحلة أحاول بها إثبات نفسي، اكتشاف مايتوجب علي فعله كي أبقى على قيد الحياة وأعيل نفسي... لم أجد مكانا يؤويني تلك الأيام إلا بيت رفيقتي دانة...ولم أكن أملك أكثر من ١٠٠ ريال...

اتذكر يوما كوميديا دراميا...

أنا على يسار السرير. دانة على يمينه و صينية فوشار تكفي مدينة كاملة بيننا... وحلقة من مسلسل الأخوة الذي ظننا أنه لن ينتهي إلا عندما نموت... بالمناسبة المسلسل ١١٦ حلقة... ما عندي أي فكرة لماذا هذا العدد بالتحديد من الحلقات...


يومها، على بساطة المشهد والموقف، ضحكنا ضحكا هستيريا... كانت هي تضحك على الطريقة الدرامية التي طُردت بها من منزل أهلي وأنا أضحك بدموع على مأساتها هي الأخرى بأمر لا أتذكره الان... لكن تلك اللحظة شكّلت فاصلا من صداقتنا لا أعتقد أنه يتكرر في الكثير من الصداقات... رابطة من الصعب أن تُكسر.


مرت الأيام، وتلك الأمور الصغيرة التي كنت أحلم بها يوما ما في ذلك الوقت، أصبحت بالنسبة لي الآن، هي مجرد أمور بديهية. في لحظة إدراك الآن، استوعبت ذلك بدهشة... أتذكّر أنني أخبرتها يوما، أنني أحتاج هذا المبلغ "مبلغ صغير جدا" لأكون أسعد واحدة على الأرض، لأستأجر منزلا، و أعيش بشكل مستقل مكتفٍ عن أي أحد آخر... هذه كانت جلّ أحلامي في ذلك الوقت... لكنني لم أدرك أنها كانت بسيطة، بمنظوري... كانت شيئا يعدّ ضربا من الأمنيات المستحيلة. كنت أقول لها: أريد بابا أقفله ليلا على نفسي وابني لأشعر بالأمان هذا كل ما أريده.


هذه الفترة، هي فترة إعادة استكشاف رغباتي الحقيقية فعلا في الحياة، علاقتي بأنوثتي، بأصدقائي حولي، حتى أنني عدت إلى التفكير بخطة عندما أصل لعمر ال ٤٠... وهذا يعني تقريبا نجاحي بالخروج من معركة الاكتئاب وأنا قطعة واحدة...

كنت أشعر بالملل، أريد أن أشاهد مسلسلا طويلا عربيا لا أحتاج فيه أن أقرأ ترجمة ولا أن أفهم حبكة معقدة... شيء فقط ليعمل في الخلفية الصوتية ويسليني أثناء أدائي بعض المهام المملة، وفجأة تذكرت مسلسل الأخوة... و ... فتحت الحلقة الأولى وبدأت تنساب الذكريات من خلايا عقلي بشكل غريب...


نظرت حولي، لأكتشف أن تلك الأمنية، كانت مضحكة، بسيطة جدا تمثلني فعلا... أنا أعيش في بيت صغير يشبهني لوحدي، أستيقظ وأعمل في الوقت الذي يناسبني من المكان الذي أفضله، سجّلت مؤخرا في الجيم ثم توقفت لمللي من الخروج من المنزل، أطبخ ما أشتهيه كيفما أشتهيه دون الاهتمام بنيل إعجاب أي ذائقة غير لساني. أرقص وحدي على أنغام أغنية هندية أو مصرية، أقفز على السرير وأركّب الكثير من البزل، أنشر أفكاري، جمل يقولها أصدقائي لي في كل أنحاء المنزل... أغفو وأنا أقرأ رواية سخيفة، وأقوم باستكشاف ماذا تريد هذه الفتاة الثلاثينية الغير جادة إطلاقا...

تخيلته مشهد في افتتاحية مسلسل بشكل ما...


مدهش... ما تمنيته حصل بالضبط كما تمنيته، رغم الهبوط والصعود في الخطة، إلا أنه سار على ما يرام... واو أنا سعيدة... هل ما نتمناه نصل له لو آمنا به فعلا؟ هذا ما كنت أسمعه قبل قليل في حلقة البودكاست... التي أخبرتني أنني كنت لا أذهب للجيم من قبل لأنني لم أؤمن فعلا بأن الرياضة قادرة على إزالة هذه الدهون المزعجة لي والتي تقلل من ثقتي بنفسي...

و...

لحظة

هذا أول اعتراف مكتوب لي أنني غيرت إيماني في الكثير من الأشياء الفترة الأخيرة.


هنا، قائمة اعترافات بكل ما يتغير به تفكيري في الآونة الاخيرة...

١- احتياجي لبناء ثقتي بنفسي بشكل واع.

٢- أنا أحب الطبخ لكنني كنت لا أحب أن أطبخ لأي أحد لأنني أقع تحت ضغط الاحتياج للاعجاب.

٣- في الحقيقة الذهاب للجيم أمر لطيف، ليس بعبعا كما كنت أتصوّر، و يبدو أنه فعلا يعمل... "ذهبت لليوم فقط ٤ مرات" ولكن أشعر بالألم في كل جسمي مما يجعلني آمل آنه يعمل. ثم اكتشفت مؤخرا أنني أفضل القفز على الحبل في المنزل... وهذا بالنسبة لي شيء جيد... خطوة نحو استشكافي لنفسي.

٤- أعجبني شكلي عندما ارتديت فستانا أبيضا قبل عدة أسابيع و شعرت للمرة الأولى في حياتي أنني أنثى... وهذا أخطر اعتراف.

٥- أحتاج روتين صارم نوعا ما لضبط إنتاجيتي حتى لو كنت شخصا إبداعيا.

٦- يجب أن أضع مسارا واضحا في حياتي لأعرف إلى أين سأصل.

٧- أحتاج أن أعمل بشكل مكثّف على أفكاري باستمرارية، فالانقطاع مُقلق بصراحة ويجعلني بموقف ضعف دائم.

٨- تنظيف البيت طلع يحتاج سستم فعلا!

٩- الاستقرار نعمة.

١٠- لا أحب البرجر ولا الكتشب ولا البطاطا المقلية وأعتقد أن هذا لن يتغير لا قريبا ولا بعيدا.


لدهشتي، أجد هذه القائمة تطول، لكنني فعلا مستغربة ومندهشة من نفسي...

في حواري اليوم بجلسة لطيفة مع صديقي خالد ميناوي، كنت أُخبره أنني أخيرا، بدأت أجد النور آخر النفق... ليخبرني بحسه الفكاهي، أنه غالبا هذا نور سيجارة شخص مدخن...


بالمناسبة، هذا أسبوعي الأول بدون مضاد الاكتئاب... ويبدو أنني أثير الفوضى في كل مكان حولي.

كل شعور يمر، أشعر به كأن مكبّرا يركّز عليه فيجعل حجمه مضاعفا مما يجعلني أبدو سخيفة، دراما كوين وبكاية...

لكن... سعيدة أنني اتخذت أخيرا هذه الخطوة... مهما كان شكلها "أسوأ شي في الحياة الآن".



٢٥ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

コメント


bottom of page