top of page
صورة الكاتبMarwah Nadreen

أن تخطط للهرب دائما ثمّ تنفذ خطتك ليلا، حيث لن يعترض طريقك أحد.

الخطة اليوم أن أهرب.

عندما حانت الساعة ١٠ ليلا، لم يكن في نيتي سوى أن أنام، تناولت كل المنومات التي استطعت الحصول عليها من طبيبي النفسي، وباجتهادي الشخصي لأهرب من كل الأفكار التي تحاصرني.

لكن، ها أنا ذا، أجد الساعة تشير إلى الثانية ليلا، وأنا أقوم بوضع أشياء عشوائية في حقيبة سفر لا أعلم إلى أين وجهتها دون أن أخبر أحدا بأنني سأرحل من هنا.

لماذا أفعل ذلك؟

لا أعرف

لكنني فجأة أريد الهروب.

كل جسمي يريد الهروب. دون عودة.

قوة لا أعرف كيف أفسرها تدفعني دفعا لأهرب.


لا أعرف كيف أشرح لكم هذا الشعور المقيت، الذي يجعلني آتآكل كلي من الداخل.

وقفت أفكر بماذا أريد أن آخذ معي.

ما الذي يعني لي وسط كل كومة هذه الأشياء التي اكتنزتها؟

كتب؟

لا شيء في هذه اللحظة قد يعني أي شيء لي سوى اللاب توب، الايباد والقليل من الشواحن التي ستساعدني للبدء من جديد في مكان اخر في هذا العالم.


منذ طفولتي وأنا أملك هذه الخطة، في كل شجار مع عائلتي، كنت أخطط لهذه اللحظة، لاب توب، شاحن.

أعرف جيدا ما الذي يجب علي أن أسحبه من المنزل بسرعة قبل أن أفتح الباب للجهة الأخرى من العالم دون عودة.

وها أنا، هنا...

أجد نفسي جاهزة تماما للتنفيذ.

أشعر أن العالم أسود من حولي، كأن قلبي وقع من مكانه.


سرحت لوهلة، ما الذي يجعل الهروب مغريا لهذا الحد؟

هل هي فكرة البداية الجديدة في مكان ما؟

أم التماهي وسط عالم جديد لا يعرفني به أحد؟ حيث يكون لدي الحرية لفعل أي شيء.

لكن حقا ما الذي أريد فعله إلى هذه الدرجة؟

لست من هواة المخدرات، ولا العلاقات العشوائية العابرة، ولا حتى الاحتفالات الصاخبة.

فلماذا أريد الاختباء وسط الحشود؟

لماذا؟

من ماذا أهرب؟

لماذا يفكر عقلي بهذه الطريقة؟


وقفت لبرهة ألتقط أنفاسي بعد نوبة بكاء سيئة.

تبا لكل مضادات الاكتئاب، الآن يجب علي أن أعترف أنني بمفردي بوضعية الأوتو بايلوت.

أواجه كل هذه المشاعر الحادة.

رغبتي بالتقاط السكين التي راودتني طوال اليوم...

أعدتها لمكانها من جديد، وأنا أعد نفسي أن لا أتهور أبدا.

أذكر نفسي:

يا مروة، ما تاخدي أي قرار الآن، أنت لست جاهزة لمرحلة مفصلية في حياتك الآن، لا تحاربي الآن، لا تقومي بأي فعل متهور الآن.

فقط تمددي ونامي.


عندما يكون الهروب دائما هو الخطة الجاهزة للحياة الطبيعية، هنا تدرك أنك يجب أن تغير طريقة تفكيرك وربما حياتك ومحيطك وكل التفاصيل الأخرى.

أحاول أن أقنع نفسي بأن الكتابة هي أفضل وسيلة للهروب من أفكاري السيئة.

أكتب علنا لأنني أريد أن أفضح ذلك الصوت في رأسي.

نامي وقرري غدا.

دعينا نهرب أثناء وجود الشمس لنرى الطريق أمامنا.

الآن فقط اكتبي، تنفسي، اقرئي واهدئي...

سنطبق هذه الخطة غدا لا تقلقي...





٢٦ مشاهدة٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page