كنت في الأيام الفائتة، قد بدأت كتابة مسلسل قصير عن أفكاري الحقيقية اتجاه الحياة... أفكاري في "محاولات" السيطرة على عقول الأشخاص حولي، بناء العلاقات والكثير من الأشياء الأخرى التي لن أعترف بها على أرض الواقع بطبيعة الحال...
هناك نسخة سوداء مني، لا يعرفها أحد.
لا أستطيع إظهارها عادة لأنها مستهجنة ولأن الجميع يظن أنها ليست فعلا شخصيتي الحقيقية، فقررت أن أكتب عنها كأنها شخصية خيالية...
وعليه: فإن "أحداث هذا المسلسل من وحي الخيال، وإن تطابق شيء منه مع الواقع فهو محض صدفة لا أكثر".
في يوم من الأيام... في زمن من الأزمان، ومكان من الأمكنة... كان هناك...
خضت حوارا عميقا مع أحد أصدقائي، أخبرته فيه أنني لئيمة، إلى حد كبير... فأنا أخطط جيدا لنوع العلاقة التي أبنيها مع الأشخاص الذين أريدهم أن يتعلقوا بي... لكنه لم يصدقني، إلى أن شرحت له بالتفصيل... أترك لكم الخيال هنا لتتخيلوا ردة فعله عندما عرف أنني مارست بعضا من ألاعيبي عليه في مرحلة ما، لا لشيء إلا لغرض إثبات نظريتي على شخص يظن أنه أذكى مني.
عندما شعر "أنه ضحية" قررت أن أرد له اعتباره باعترافي بخطواتي البسيطة "المختصرة":
كيف تجعل شخص ما يتعلّق بك:
١- قدم الدعم له بشكل أكيد مستمر.
٢- فاجئ الشخص بجوانب مختلفة بك بشكل مستمر.
٣- اجعله يشعر بأهميته واختلافه بكل التفاصيل الصغيرة. "حتى لو كانت بطريقة ربطه لأربطة حذائه". بس بدون تلزيق وقرف.
٤- أشعره بالحب بلغة جسدك: اجعل يديك تعبر معك دائما، لا تتكتف، تواصل بصريا بشكل مستمر، ارفع حاجبيك كل وهلة ليشعر أنك تحاول أن تراه بكل حواسك، أظهر له حماستك على أفكاره واضحك على نكته".
٥- اترك له مساحة للنمو وادعمه عليه. بحالتي "أشارك قوائم القراءة، أحفزه على القيام بأشياء يحبها، نتعلم أشياء مختلفة سويا، أجعله يفكر بزوايا مختلفة في حياته بشكل مستمر مجدول على تقويمي حتى لا أنسى".
٦- اترك له مساحة ليبادر ويساعدك بأشياء حتى لو كانت صغيرة كي يشعر أنه جزء مهم من تفاصيل يومك.
٧- شاركه الحميمية الفكرية والدينية وحميمية الأهداف المشتركة.
هذا كل ما عليك أن تفعله فعليا لتُشعر شخص ما بأنه قريب منك وتبني بينك وبينه رابطة من أقوى الروابط.
بالطبع هذا ليس عمل يوم وليلة، ولكنه عمل مستمر لعدة أشهر كي ينجح... في ٩٩٪ من المرات، نجحت هذه الخطة معي بشكل لا يصدق... لكن الحبكة الحقيقية كانت عندما تورطت ولم أعد كيف أقوم بفك هذه الروابط عندما شعرت برغبة مغادرة العلاقة.
بالصدفة البحتة بالطبع! هذه هي ورطة بطلة مسلسلي... البحث عن طريقة ممتعة لكسر الروابط التي بُنيت.
بالتأكيد تجربة طرق مثل الخيانة، أو التخلي هي نافعة، لكنني شخصية سوداء، والشخصية السوداء، لا تقوم بإراحة ضحيتها بهذه البساطة! فأين المتعة بنهاية سريعة سهلة؟
أوه نسيت إخباركم...
الشخصية السوداء تهمها المتعة كما لا أي شيء آخر.
المضحك في الموضوع أن ما بدى لي شيئا بديهيا أقوم به يوميا دون تفكير، استغربه هذا الشخص جدا، وأشعرني أنني أمارس نوعا من السحر مثلا.
لكن الموضوع بسيط جدا.
أعامل الشخص كأنه مركب كيميائي.
لأخلق تفاعل من نوع ما، أحتاج أن أقترب منه.
والاقتراب أنواع.
الجسدي، والنفسي والروحي والعقلي والعاطفي.
أجد أنه من السخيف أن أشرح هذه الأمور... لكن ها نحن ذا.
كل واحدة من هذه الأنواع تحتها أنواع أخرى.
فالاقتراب الجسدي، قد يكون بشيء بسيط، كالقرب مثلا لداخل المساحة الشخصية للشخص بشكل لا يزعجه ولا يشكل له تهديد مباشر كي لا يتحفز ويبتعد.
أو قد يكون عميقا جدا كعدم التقرف مثلا من الشرب معه بنفس الكوب أو حتى إقامة علاقة جسدية معه.
أما العقلي، فعن طريق مشاركة التفكير، التمثيل"لو تطلب الأمر" بالموافقة على نفس الآراء في "معظم" وليس كل الأفكار كي لا تكون إمعة لا شخصية لك، أو حتى في مشاركة الأفكار العشوائية وفتح مساحة مشاركة الضعف لرفع شعور الأمان.
وهكذا...
عندما أختار شخص ما لبناء علاقة معه، مهما كان نوعها، صداقة، شراكة...
تجدني أخطط في عقلي لكل التفاصيل الصغيرة، التي تصنع هذه الروابط.
أخطط للمحادثات التي أريد القيام بها، أقوم ببناء لغة خاصة مشتركة بيننا عن طريق مشاهدة نفس الموارد، أضع اتجاهات لأهداف مستقبلية مشتركة وهكذا...
لكنني أحترف أن أجعل كل شيء يبدو بسيطا، عفويا... أو وربما هذه كما يقولون "نَفَسي في الطبخة".
و رغم أن مشاركتي لهذا الجزء من كواليس عقلي هنا قد يهدد علاقاتي الحالية إلا أنني لست عبقرية بما يكفي لأكون اخترعت كل هذا بمفردي.
كنت ومازلت مهووسة بكيفية بناء الروابط الاجتماعية، وحاولت عبر الوقت أن أجرب وألخص طريقتي الخاصة إلى أن وصلت إلى هذا...
أوه تبا، أنت تظن الآن أنني معتوهة، أو أنك أحد ضحايا عقلي.
لا مشكلة.
قد ترى أيضا أنني حاولت وبذلت مجهودا لنكون قريبين من بعضنا وهذه نقطة تحسب لصالحي...
في المسلسل "بالطبع" هذه البطلة تختبر فصلا جديدا من طرق بناء ذكرياتها مع الأشخاص حولها.
فطريقة أخذ الصور بالجوال وجمع بعض الأشياء العشوائية هي طريقة قديمة... لا تُحفر بذاكرة الشخص... فماذا ستجرب؟
كيف ستقوم بذلك؟ هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة بالطبع...
هل حمسك الوصف لمشاهدة المسلسل؟
هذه التدوينة هي اختبار لمدى نجاح الفكرة في رأسي قبل عرضها بشكل جدي للبيع لأحد المنتجين الذين سيشترون جزءا من حياتي وروحي... ليشاهدها شخص ما كخلفية مشتتة لعقله بعد عودته من الدوام، وهو مشغول بتقليب فيديوهات تيك توك، والرد على المحادثات المملة التي أجل الرد عليها طوال الأسبوع والتهام وجبة عديمة القيم الغذائية.
ولكن كما كانت تقول عمة إيمان مدافعة عن نفسها: "إنها الحياة المادية التي فُرضت علينا". بالطبع نحن نستخدم هذه الجملة ضدها عندما نريد السخرية من اعتراضها على شيء اشترته بمبلغ وقدره للتباهي به.
إنه مسلسل... لا تصدق كل ما تراه في الميديا يا صديقي...
أتمنى لو أنني بذكاء هذه البطلة...
فنااننة كمللي حدعممك بيداتي ورجولي♥️♥️♥️