منذ عدة أيام كنت أخوض حوارا جدليا بيزنطيا مع طبيبي النفسي... غالبا تبدأ حواراتنا من نقطة واحدة، لماذا ما زلت أنا تحديدا على قيد الحياة حتى هذه اللحظة؟
كنت أظن في وقت ما، أن مهمة هذا الطبيب هي إعطائي الإجابات التي فشل gpt في اختراعها لي... لكن وعند هذه اللحظة، أدركت أنني كنت مخطئة تماما في ظني، فقررت أن أنسحب بمراوغة هذه المرة من الجدال، لأخبره أنني قررت قرارا مصيريا...
أعتقد أنه لوهلة توقّع الأسوأ، فهو معتاد على سماع أفكار تنافي كل المنطق الذي يعرفه و درس عنه ليصل إلى هذه النقطة معي “لطالما ظننت أن عمله الردي في حياته هو ما جعله يقع بين يدي”... أتمنى يتخطى...
أخبرته... قررت أن أعيش حياة عبثية تماما...
سكتَ قليلا، انتظر بعض الجمل التوضيحية مني، علّ و عسى أطرد تلك الشياطين الصغيرة التي أصبحت تقفز في عقله زارعة الكثير من الأفكار المرعبة التي تلحق جملة وجودية مثل التي خرجت من فمي.
و ... أنا بصراحة... كنت مستمتعة بتأمل ما يحدث في شكل الشخص عند إخباره أنني قررت أن أعبث في هذه الحياة لا مبالية بأي شيء على الإطلاق...
سألني عن بعض التوضيح، فتظاهرت أنني نسيت عن ماذا كنت أتحدث كي أتجنب التوضيح... بصراحة خفت أن تأتيه سكتة قلبية بسببي و أنا لا أعرف الإسعافات الأولية، رغم أن عيادته في مشفى، لكنني لسبب غبي ظننت أنني من سيتوجب عليها إنقاذه...
أخبرني أن أكتب له، في حالة أحسست أن لدي رغبة بالكلام عن الموضوع، و أنا هززت برأسي موافقة بالطبع!
تمزح... عنجد بدك تعرف اللي براسي؟
يومها، عدت مشيا إلى بيتي، و يب أعرف... أنا أستخدم الرياض بطريقة خاطئة... لكنني سوف أحب المشي للأبد مهما اختلفت المدينة...
المهم
عدت و أنا أفكّر... ماذا لو...
بطريقة ما، لم أعد أكثرت بأي شيء في هذه الحياة على الإطلاق؟
ماذا لو عاملت كلّ الحياة، بكل تفاصيلها بمنتهى العبث...
بداخلي، طفلة صغيرة تريد أن تلعب، تريد أن تصنع المقالب في كل مكان... لا مو مقالب رامز الغبية...
مقالب لطيفة و أشياء تجعل الشخص ليلا يقول: ياله من يوم جيد... لقد ضحكت كثيرا اليوم...
أريد أن يكتب عن هذا الموقف في مذكرته، أن يبتسم كل ما وجد آثار هذا الموقف موجودة بشكل صغير في أحد أدراجه أو أسفل حقيبته
هذا ما أريد أن أفعله في الحياة...
بالمناسبة، لا ما قرأت كتاب فن اللامبالاة، لأنني لم أبال ربما بما فيه الكفاية لأهتم بقراءته...
هذا ما أريده فعلا... و الآن جاء وقت التنفيذ... ف كيف سنفعل ذلك يا برين؟
لا أعرف لماذا أو كيف ، لكن تبدو الخطة واضحة جدا لي، يبدو أنني كنت أقوم بتطويرها في عقلي اللاواعي طوال الفترات التي مرت في حياتي...
سنقسم التفكير بتنفيذ اللامبالاة إلى:
١- شكل خارجي.
٢- تصرفات.
٣- أحتاج أن أفكر بعملي.
٤- السوشال ميديا.
٥- عشوائيات.
١- كيف أجعل شكلي الخارجي يدل على اللامبالاة؟ يعني... أنا لا أبالي بك، ولا بالقوانين التي “تظن” أنني يجب أن أتبعها كي أرضيك...
و أعتقد الحمد لله ما أحتاج أشتغل على هذه النقطة، أنا اولريدي، يبدو شكلي متمردا على كل تلك التقاليد والمفروضات التي لا نعلم إلى هذه اللحظة من فرضها.
٢- ماهي التصرفات التي عندما تراها تظن حقا أن هذا الشخص غير مبال؟ أنا لا أتحدث عن الأغبياء الذين يلقون بالمهملات في الشارع، بل أتحدث عن سلوكيات بشرية لا حيوانية.
٣- كيف أعمل بشكل يبدو جيدا وبنفس الوقت لا مبال؟
٤- ماهي الأشياء التي أستطيع مشاركتها لإيصال شعور اللامبالاة؟
٥- مدري والله بس حسيت رقم ٥ جيد في التعداد وكان لازم حطه.
هذه هي الفوضى برأسي اليوم، بعنوان اللامبالاة! هنشوف...
Comments