ربما هو الملل؟ ربما هو اليأس؟ ربما نوبة إبداعية فاقت عن الحد المعتاد؟
ربما كل تلك الروايات لعبت في رأسي إلى أن جعلتني أتخذ قرارات متهورة في حياتي؟
أعتقد أنني لن أعرف مطلقا...
لكنني...
قررت. أو هكذا أحب أن أقنع نفسي بأنني اتخذ القرارات بمفردي و بنفسي و عقلي...
أنا لا أريد حياة حقيقية...
لا أريد أن ألعب وفق هذه القوانين التي وضعها البشر.
لا أريد أن أهتم بالتفاصيل التي تثير اهتمامك بي. لا أريد أن تراني على أفضل حال.
لا أريد أن أرتدي ملابسي وفق ما "تظنه" أنت أنه الصواب...
لا أريد أن أتدرج في مسارات الحياة المنطقية للناس.
لا أريد أن أعمل بشيء عادي...
لا أريد أن آكل، ولا أن أشرب...
خطوة للوراء؟
حسنا... بالطبع يحق لك الفهم يا "عزيزي"...
استفزني هذا الأسبوع صديق بعبارة: إنت ما بتعرفي حالك شو عم تعملي بالحياة، عايشة في اللالالاند، و متوقعة العالم بيمشي متل ما إنت في خيالك... أطلعي برا، شوفي الناس كيف بتفكر...
رمقت هالصديق بنظرة متفهمة نوعا ما، كإعلان إغلاق للموضوع السخيف الذي يناقشه، بصراحة منذ مدة طويلة فقدت قدرتي على الجدال.
لكنه للأسف، نجح باستفزازي... ليس لأنني فعلا أعيش في اللالالاند، ولكن لأنه بهذه الجملة، رفّع نفسه عن العيش معي على هذه الجزيرة، و أقنع نفسه بأنه هو من يستطيع رؤية العالم الحقيقي وحده... وإذا لم أره بطريقته، فأنا مغيبة.
يالك من سخيف.
ربما ما استفزني فعلا هو أن كل شخص، يظن أنه يرى العالم الحقيقي... الكل لديه القدرة على نصحك بنصائح هو لا يستطيع تنفيذها.
و من وقتها... بدأت فكرة صغيرة تسيطر على عقلي...
أنا لا أريد هذه الحياة... أنا حقا لا أريدها...
أشعر بالقرف و الملل و اليأس منها و من كل تفاصيلها.
كل شيء مبني بطريقة تجعلك فأر مدرّب كي تستمر العجلة في الدوران.
أعتقد أن الساعة كانت الثانية ليلا...
كنت أمشي في الغرفة على ضوء خفيف روحة جية بلا هدف... ألف فكرة تتسابق في رأسي...
لدي الكثير من الطرق التي سبق أن فكرت بها لأنهي حياتي.
١٠٠ طريقة أنهي بها حياتي دون أن أشعر بالألم، يبدو عنوانا محبذا لجوجل.
هههه تبا للتسويق السخيف.
لكن، أين المتعة في ذلك؟
أريد شيئا ممتعا، مسليا، مليئا بالأدرنالين.
أريد شيئا يجعلني أشك بيني وبين نفسي لو كان لدي القدرة على إكمال الحياة...
و في خضم معركتي الحامية مع أفكاري...
شعرت بجزء في عقلي يتفكك... سمعت صوت انفجار مدوي، رأيت نوره الأحمر الذي سطع وسط الظلام فجأة و اختفى.
شعرت بالذعر، اختبأت تحت مكتبي و أنا أرجف. عقلي لم يعد يستوعب ما يحصل... لكنني بنفس الوقت استوعبت أنني خائفة...
سألت عقلي: هل إنت خائفة من الموت مثلا؟ كنت تخططين له قبل عشرة دقائق.
لكنني لم أكن فعلا خائفة من الموت... أنا أتحرش به دوما.
كنت خائفة من الحقيقة المرّة... أنا أهلوس من جديد و بشكل واقعي سيء هذه المرة...
تبا. بالطبع ليس هناك أي انفجار ولا أي نور ولا أي صوت... هذا كله في عقلي. ربما كان نتيجة ترسب مشاهدة فيديو على السوشال ميديا.
لم أعد بعدها أتذكر أي شيء. استيقظت بعد عدة ساعات لأجد نفسي مازلت تحت المكتب. أحتضن ركبتي إلى صدري كي أحميني.
في رأسي، لم أجد سوى فكرة واحدة... كل شيء ليس حقيقي...
مرت عدة أيام الآن و أنا أحاول كل جهدي أن آخذ أي شيء على محمل الجد. أن أصدق أي شيء تراه عيني و يمر علي...
لكن... كل جهودي تذهب سدى.
شيء في عقلي لم يعد كما كان سابقا...
أشعر كأنني أصور فلما، أو فلم كرتون لأكون دقيقة... البطل، و هو أنا، لديه أرواح كثيرة... أكثر من القطط.
أحاول أن أتأمّل الأشخاص حولي، أن أراقب حركتهم، تفاصيلهم، كيف ينظرون، يأكلون، يتحدثون على الهاتف... و عقلي يخبرني بأن كل هذا من عقلي... لا شيء حقيقي... ربما أنا مازلت مختبئة تحت مكتبي.
أشعر بالحزن لأن صديقي السري يحاول أن يقنعني أن كل هذا حقيقي... يحاول أن يمسك يدي ليقنعني أنه هنا...
لكن، لا شيء حقيقي... لا أستطيع أن أصدق أي شيء، لا أستطيع أن آخذ أي شيء على محمل الجد.
حتى لو قرصتني، لو حاولت كل ما علمتك الحياة معي لتقنعني أنك حقيقي... لن أقتنع.
أعتقد اليوم أنني أعبر هذه الشعرة الرقيقة بين العقل و الجنون...
لكن... أعتقد أنني مستمتعة بهذا الحد من الجنون... تبدو الحياة ممتعة أكثر على هذا النحو.
ربما هذا الجنون هو ما سينقذني؟ من أفكاري؟ ربما...
هذا ما سنعرفه في الحلقة القادمة...
فعلا هل هو حقيقي ... هل فيلم ماتريكس كان يحاول يوصل رسالة للناس انه احنا في عالم غير حقيقي ..مجرد حلم
لسبب ما ذكرتني هذه التدوينة بهذا المقطع
https://youtu.be/e9dZQelULDk?si=hUam6MY7cbxHiRed
مشاهدة ممتعة