تعرف كيف ممكن تضغط على كل أعصابي و تخليني أوصل بأسرع شكل ممكن للمرحلة الأخيرة من الغضب؟
قلي "المفروض" و كمل كلامك...
لا يا حبيبي ... لا ياروح قلبي... لحظة عندك هنا و اثبت قدامي لأنه بيننا حوار طويل جدا يصعب على أمثالي تمريره لك دون أن أقضي على ماضيك و مستقبلك في آن واحد.
بادئ ذي بدء...
خلينا نبدأ في الموضوع من الأوّل...
كلمة المفروض تعني إنه فيه شي أحد فرضه...
و هالشي لو ما كان شي إلهي مثلا ف أنت هنا في مرمى الرصاص عندي.
لأننا خلينا نكون واقعيين يعني
كم شغلة في اليوم تسمع إنها المفروض و هي ما أنزل الله بها من سلطان؟
و عشان ما تقوم الحرب البسوس علي ف كمان حنشيل "المفروض" اللي من اللي معمول عشان الحياة تمشي بشكل جيد زي القوانين الدولية مثلا و لو إنها تتغير بعد فترة بس تلافيا للجدل العقيم ما حنتكلم فيها هنا...
يعني لما توقف عند الإشارة الحمراء لأنه المفروض توقف عندها عشان ما يصير حادث ما ف هذا الموقف و أشباهه خارج إطار سردتنا هنا.
خليني أقلكم مجموعة من الأمثلة من مجرد حوار لطيف بسيط جدا و عفوي دار بيني و بين عدة أشخاص البارحة مما أدى إلى إنفجاري بكم هنا...
المفروض يا مروة إنك بهذا العمر تكوني على الأقل خلّفتي ٣ أطفال...
المفروض إنك خلصتي جامعة.
المفروض إنك تطبخي كل يوم.
المفروض إنك ما تتصرفي بهالشكل.
المفروض إنك تكلمي فلان و تقولي له إنك مو عارفة تعملي دا الشي....
المفروض إنك ما تقولي دي الكلمات إنت بنت.
المفروض إنه ما يكون عندك أولوية غير.....
المفروض إنك تاكلي بهذا الشكل....
و هلمّ جره...
البارحة فقط يا أعزائي التقطت كلمة المفروض أكثر من ١٧ مرة من مكالمات مختلفة...
و كلها أشياء هؤلاء الأشخاص فرضوها علي من عقلهم و وحي خيالهم الحر.
هل عدم ردي عليهم يعني إنهم صح؟!
طبعا لا، بس أنا عندي لسان لو اتكلّم حيخليني وحيدة لآخر يوم في حياتي فأضطر إني أسكت و أجامل و أنا أغلي من جوا...
فمين يا طنط مثلا قرر إنه عمري المفروض = ثلاثة أطفال؟!
أنا لست مسؤولة و لا أحب الأطفال وليست لدي رغبة بالتربية ناهيك عن أنني أعاني كثيرا من عقد الماضي و ما زلت أعالج نفسي في اليوم، ف كيف يا طنط حكمتي إني المفروض أخلف و أربي هؤلاء الأطفال و أنا مازلت بحاجة لتربية نفسي؟!
و يا ستي نفرض جدلا إني أكثر شخص صحّي نفسيا... أنا لا أحب الأطفال... أريد أن أعيش حياتي كما هي الآن... ف ما هو الدليل الذي افترضت عليه اقتراحك العظيم؟
و مين يا صديقتي في مجتمعنا العظيم قرر إنه "المفروض"يوم الفرح نمشي بالخطوات البطيئة المضحكة في اتجاه الكيكة التي يعلم الله وحده أنها أتت من حضارة ما و لسبب ما نجهله كلنا و لكن نصر أن ندمجه مع طقوسنا كمظهر مهم لإعلان أن العريس و العروس الآن يستطيعون تقطيع الكيك سويا... واو ياله من إنجاز يعني لا مثيل له...
إنتوا مفكرين إنه كلمة المفروض اتوقفت مثلا عند العادات و التقاليد؟! ههههههه يبدو أنكم في مرحلة السذاجة متلي في وقت ما...
طبعا لا نحن صرنا فنانين في استخدام الكلمة إلى الحد اللي نعتبر فيه آراءنا الشخصية و أذواقنا و متطلبات حياتنا هي أشياء مفروضة على الجميع حسب مقياس مسطرتنا المكسورة من جميع الأطراف...
فمثلا بدأنا بإطلاق حكمنا بوجوب لبس لون معين لكل مناسبة و طريقة أكل و طريقة تعامل مع الحياة لينتهي الأمر ب إنه "الحمد لله إننا ما نعمل كدا يا لطيف"...
الكثير من الافتراضات التي ترمى هنا و هناك و الواحد يحاول كل ما عليه أن يغض البصر عنها علّه يكمّل حياته بدون ضغط و سكّر، لكن أن تصل فرضياتك إلى الحد الذي يتحكم فيما أكتب في حسابي الخاص؟! يا ابني! ركّز يا حبيبي هذا حسابي أنا و بفاتورة إنترنت أنا أدفعها و بجوال أنا أملكه و... باسمي الخاص الذي لا يمتك بصلة... ف كيف أصبح "المفروض"؟
من فرضه يعني بعد إذنك... إنت؟! أنعم و أكرم... و بصفتك مين يا حبيب الفؤاد؟! آآآه متابع ... شرفتني.... بلوك.
ربما لأنني بطريقة ما لا أعرف كيف حصلت، خرجت عن الكثير من القوانين التي كانت "مفروضة" علي بداية من حياتي مع عائلتي مرورا بالمدرسة و الحياة العملية... أنا دائما القطعة الناقصة في البزل، أنا القطعة التي لا تركب و كأنها من لعبة أخرى و هذا الشيء جعلني أواجه كلمة "المفروض" أكثر من غيري. لكنها والله مستفزة يا جماعة...
متخيلين سجن كبيييير، كلنا فيه... هذا السجن اسمه المفروض... سجن وهمي هلامي شفاف، و نحن نتعذّب بداخله ليلا نهارا و كل ما علينا لإنهاء هذا العذاب هو فقط خطوتين إلى الخارج... إلى الهواء النقي حيث كل شخص يعيش ب "فرضياته" لوحده راضي و مبسوط.
كتابتي لهذه السردة ليست فقط لتفريغ طاقة غضب كانت كامنة في قلبي و ساكتة عليها دهرا...
لا و لكن لنصنع معا ثورة علنية ضد كل من يقول كلمة مفروض...
أو لنبتكر مثلا ردا ملجما يجعلهم يعضّون ملابسهم و يلوذون بالفرار...
عنّى.. من الآن كل ما أحد حيقلي "المفروض" حقله: المفروض عليك إنت وحدك.
وسأشعر بنشوة الانتصار حتما!
الكلمة التي تستفزني هي (Basically) وحتى اللحظة ألعن الحمار الذي منح شهادة دكتوراة لأحد المحاضرين الذين درسوني والذي يقوم بتكرار هذه الكلمة عشرات المرات في المحاضرة الواحدة ... تخيلي حجم المعناة أما بالنسبة للمفروض فهي استنتاج من زاوية ضيقة (حكم) يطلقه الشخص بناءً على فهمه القاصر وتجاربه القليله جدا في هذه الحياة ... إن كان لدى الناس وعي كافي بكمية جهلهم وضيق منظورهم لما افترضوا أو حكموا على أي شيء إلا أنفسهم. مريض ذلك الشخص الذي يريد من الجميع من حوله أن يكونوا نسخ مكررة عنه.
روووووووووعة