top of page
صورة الكاتبMarwah Nadreen

لماذا تفشل حملات التحذير من المحتالين!!

تاريخ التحديث: ٣ نوفمبر ٢٠٢٢

كيف ممكن نغير السلوكيات الخاطئة لجمهور يستجيب لرسائل النصابين.

في الفترة الأخيرة كتير أشخاص من اللي حولي اتعرضوا لعملية احتيال و مع كل مرة جديدة يزيد قهري…

كيف دا الشخص ما يعرف إنه "المفروض" ما يشارك دي المعلومات لأحد؟؟…

و كيف كل دي الحملات اللي ينصرف عليها ملايين ما تجيب نتيجة؟

فقررت هنا اليوم معاكم نحلل الموضوع و نفكر كيف و إيش ممكن نحتاج نعمل عشان نوصل لنتيجة جيدة…

(كل شي هنا هو عبارة عن افتراضات و تفكير بصوت عال، أنا ما عندي أي داتا بين يدّي الآن أبني عليها).

البداية:

قبل أي حملة نعملها نحتاج:

دراسة المستهدف، ومعرفة طرق الاستهداف ومعرفة أفضل استراتيجية لتغيير السلوك.

خلينا نفكّر مع بعض...






كيف أي شخص يتعرض لعملية النصب؟ (من الحالات التي أعرفها)


يمر الشخص اللي يتم النصب عليه بعدة مراحل:

١- الاحتياج لخدمة ما (شكوى من جهة ما، خدمة، رغبة في ربح، أو عمل).

٢- يبحث في جوجل.

٣- يضغط على الروابط الأولى التي تظهر له (غالبا مواقع إعلانات مصممة من النصابين ك نسخة طبق الأصل أو نسخة سيئة أو حتى شيء جديد غير حقيقي) المهم أنه يتم إغراءه بحل المشكلة التي يبحث عن حلها (تخفيض سعر خدمة، ربح مغري، حل مشكلة مع جهة ما).

٤- يدخل رقم جواله.

٥- يتم التواصل معه بشكل فوري كاتصال مع تأكيد أنه وصل للوجهة الصحيحة عن طريق مسايرته و سحب المزيد من المعلومات عنه مثل: رقم بطاقة البنك و الآيبان مع إعطاء تنبيهات تُشعر بالأمان مثل: لا تعطينا دا الرقم لأنه ما ينفع تديه لأحد (طبعا النصاب ما يحتاج الرقم).

٦- يبدأ المحتال في الدخول إلى الحساب البنكي و تعريف المستفيد و تحويل المبلغ… مما يقتضي أن يطلب النصّاب ٣ مرات من الشخص أن يعطيه الكود السرّي… و هذه الخطوة هي القاضية. (بعض البنوك في حالة تعريف المستفيد تقوم بالاتصال للتأكد).

٧- يُدخل النصّاب الشخص في حالة من الهلع و الربكة و السرعة بحيث لا يميز نوعية رسائل التأكيد التي تصله ولا حتى اتصال تعريف المستفيد لأنه يظن أن هذه الخطوات ضرورية.

٨- يتم سحب كافة المبالغ من الحساب و تحويلها لحساب محلي و من ثم إلى آخر اللعبة.




و بذلك و في أثناء عملية النصب:


النصّاب يراعي التالي:

١- إنه الشخص عنده الجهل التقني الكافي عن طريق: (استخدام إعلان سيئ بما فيه الكفاية و واضح إنه مضروب).

٢- ضغط قصر الوقت عشان ما يستشير أحد حوله و ما يفكر.

٣- استغلال الحاجة العاطفية للشخص في إثبات قدرته التقنية أمام الآخرين بسبب الضغط المجتمعي.

(دائما ما يحاول الشخص إثبات إنه واعي و فاهم عن طريق إلقاء النكات على عمليات نصب سمع عنها أو عن طريق محاولته لكسب الربح السريع بالطرق الجديدة أو أخذ حقه لوحده دون طلب المساعدة).





لو ركّزنا في المشكلة حنتكشف إنه أهم سبب للتعرّض للنصب الإلكتروني بهذا الشكل هو:


الجهل التقني

و عشان نكون على صفحة وحدة حنعرّف الجهل التقني بإنه:

عدم معرفة الفرد لاستخدام الجوال لوحده دون تعليم في البداية و عدم قدرته على البحث عن المعلومة المطلوبة أو التكيف مع التغييرات التقنية المستمرة.

و من سمات دا الشخص:

  • ما يعرف يعمل إيميل ولا حسابات سوشال ميديا لوحده.

  • ما يعرف يميز دومين الموقع الحقيقي ولا يعرف إيش يعني دومين و غالبا ولا مرة وصل لموقع بإنه كتب رابط الموقع.

  • ما يحمّل تطبيق جديد إلا لو أحد قال له عليه "ماعدا في حالات نادرة".

  • نادرا ما يعرف الترند إلا لو صار شي جدا جدا كبير.

  • ما يركز في القراءة.

  • ما يميز بين الإشاعات.

  • غالبا تم النصب عليه سابقا ب شي اشتراه من قبل أون لاين. (وصله شي مو أصلي أو اشترى من متجر مزيف).

  • تصله إعلانات كثيرة على إيميله و رقم جواله بسبب تسجيله العشوائي في المواقع.

  • يرتكب أخطاء في الوتس أب و السوشال ميديا بمشاركة أشياء بطريقة خاطئة.


 

في حالتنا حأفترض عندنا ٣ أنواع من المستهدفين ..


نفترض إنه النصّاب يستهدف اللي عنده فلوس في حسابه و له سيطرة عليها و اللي عنده جهل تقني و هؤلاء حيكونوا:


١- الأشخاص اللي أعمارهم من ٥٠ سنة و فوق و اللي عندهم جهل تقني تام (ما يعرف يستخدم جوال ذكي ولا يطلب طلبات أون لاين).

٢- الأشخاص اللي أعمارهم من ال ٤٠ ل ال ٦٠ سنة و يعرفوا يستخدموا الجوالات و يطلبوا من المطاعم و بعض المتاجر و بعض الخدمات الأون لاين مع جهل تقني عام.

٣- الأشخاص اللي أعمارهم من ال ٢٥ ل ال ٤٠ سنة و يستخدموا الجوال و يطلبوا من المطاعم و المتاجر بس مع جهل تقني عام.




الآن بعد ما عرفنا مين الناس اللي نستهدفهم:


نحتاج نبدأ نفكّر و ندرس عن طريق خلق مجموعات متابعة شخصية لا تقل عن ١٠٠ شخص من نفس الفئات اللي ذكرت في أسبوعين للحصول على نتائج حقيقية.

لأن أي حملة تغيير سلوك بدون داتا و بحث هي عبارة عن فرد عضلات الإيجنسي الإبداعية فقط لا أكثر.

١- إيش النشاطات اليومية اللي يعملوها كل فئة.

٢- مين الناس اللي يحبوهم ويتابعوهم على السوشال ميديا.

٣- إيش أشكال الميديا اللي يتابعوها.

٤- مين الأشخاص اللي في حياتهم و عندهم وعي تقني أعلى و هم يستشيروهم.

٥- مين الأشخاص اللي يأثروا على حياتهم.

٦- كيف ياخدوا قراراتهم.

٧- كيف يتعلموا الشي الجديد.

٨- إيش الإعلانات السابقة اللي شافوها و استجابوا لها.

٩- فين الأماكن اللي يروحوها للأشياء اليومية: سوبرماركت، بنزين…

١٠- إيش المشاكل المتوقّعة اللي ممكن يواجهوها.

بعد دي الدراسة المقرّبة حنبدأ نفكر:

  • كيف حنوصل ل دي الفئة…

نكتب كل الطرق الممكنة اللي سلكوها يوميا و كل الأشخاص اللي اتفاعلوا معاهم و كل الإعلانات اللي استجابوا لها

و التي تشكّل فرص للتفاعل مع الحملة و لتعلّم الأسلوب الأفضل للتعامل معهم.

  • إيش أفضل استراتيجية لتغير السلوك ممكن نطبّقها عليهم.


الحلول المقترحة

(من وجهة نظري)

بعد استيعاب و تحليل المشكلة نجد أنه في نهاية أكثر ما يهم في الموضوع و مربط الفرس فعليا في الكثير من الحالات هو إعطاء الكود السرّي للنصّاب ٣ مرات متتالية: مرة للدخول للحساب و مرة لتعريف المستفيد و مرة للتحويل

و بناء عليه أقترح حملة تستهدف الفئة الثانية و الثالثة من المستهدفين (الأولى تحتاج استراتيجيات مختلفة تماما نتحدث عنها في وقت آخر):


الجزء الأول

الأشخاص الذين يتم النصب عليهم

وضع غرامات صارمة مثل ٥٠٠٠ ريال سعودي مثلا لكل شخص يتم النصب عليه.

لأن الشخص الذي يتم النصب عليه هو نفسه يكون أداة نصب في حالات آخرى و يفتح بابا لعمليات مختلفة من النصب.

و بذلك نطبّق استراتيجية تغير السلوك و التي تتمثل بالترهيب وهي من أفضل الاستراتيجيات في تغيير السلوكيات في الحالات الصعبة و الحرجة (تم استخدامها في زمن كورونا بتطبيق الغرامة عند عدم ارتداء الكمامة).

من جهة أخرى هذه الاستراتيجية سريعة الانتشار وسط الجمهور و خصيصا الفئة المستهدفة … (من الممكن أن نستخدم سياسة الإشاعات في هذه المرحلة و الترويج بالغرامات المرعبة لكل من يشارك أي رقم يصله على الجوال مثلا في حالة صعوبة تطبيق قانون الغرامة بشكل عاجل).


الجزء الثاني

استخدام الميديا المستخدمة من قبل ال فئات المستهدفة بإيصال رسالة واحدة فقط مفادها عدم مشاركة هذا الرقم السرّي مهما كان الظرف و تحت أي تهديد أو وعد…

استخدام اللغة السهلة بدون المصلطلحات التي لا تشير إلى أي شيء واضح لهم و بدون الإثارة في حملات التشويق التي تُفقد الحملة قوّتها و هيبتها.

مع استخدام فيديوهات مباشرة بأبطال لنفس الفئة المستهدفة بنفس المواقف الحقيقية التي يتم المرور فيها و نشرها بنوع الميديا الذي يحوذ على اهتمامهم باستخدام استراتيجية توضيح النتيجة للتصرّف الخاطئ.

فيديوهات مباشرة و واضحة و برسالة واضحة ل عدم مشاركة هذا الرقم السرّي.


الجزء الثالث

استخدام استراتيجية تحميل المسؤولية للأشخاص الأكثر وعيا في محيط الفرد لإيصال الرسائل للفئة المستهدفة.

و ذلك عن طريق صناعة حملة كاملة نخاطب فيها هؤلاء الأشخاص (الأبناء مثلا في المنزل من عمر ١٨ ل ٢٥ و الأكثر وعيا) و تعليمهم فيها بكيفية إيصال رسالة خطر الموقف و ضرورة عدم إفشاء هذا الرقم السرّي لأي أحد مهما كان الظرف.

استراتيجية تحمّل المسؤولية تحمّس الفرد على التصرّف من أجل الإحساس بالإنجازية و تحقيق الأهداف.


الجزء الرابع

التفاهم مع البنوك لتغيير رسائل التأكيد إلى رسائل أكثر وضوحا و تشمل جملة مثل: لا تشارك هذا الرقم تحت أي تهديد أو وعد. أي شخص يطلبه منك نصاب و سوف تدفع غرامة على مشاركته.

و بذلك سيخف تأثير التوتّر عند التحدّث مع النصاب و ستزيد فرصة معرفة أن العملية نصب.


كيف نقيس نجاح الحملة؟


١- إجراء تجربة فعلية "محاولة نصب على نفس الأشخاص المستهدفين بغرض تجربة الثقة و ردة الفعل".

٢- مقابلة مجموعة جديدة و عرض معلومات و المصطلحات عليهم و اختبارهم.

 

كتحليل لما يجري في هذا الوقت يوجد حملة كبيرة بعنوان "خلك حريص"


خلينا مع بعض نفكر و نستوعب إيش اللي صار في هذه الحملة:

الحملة تكونت من التالي:

١- إعلانات شوارع بجملة "خلك حريص".

٢- محتوى على تويتر مسابقة "سحب آيفون!!!، ريتويت لجوائز".

٣ محتوى فيديوهات ل "شباب يشرح مواقف قد يتعرض لها" بأشكال مختلفة.

٤- موقع إلكتروني يشرح شوية معلومات.

٥- مشاركة "مسؤولية اجتماعية" من الشركات المختلفة في وضع ملصقات "خلك حريص" على المنتجات.

٦- حافلة التوعية المتنقلة بين المدن و اللي يكون ضمن فعالياتها "لقاء توعوي، تعليم و توزيع السفراء في المناطق المختلفة".

٧- مجموعة إيميلات و رسائل نصية بعبارات زي "خلك حريص" من البنوك المختلفة.




إيش المشاكل التي أظن إنها صارت في هذه الحملة و منعتها من تحقيق الأثر المطلوب؟

الحملة ككل:


١- أصلا إيش يعني خليك حريص؟

٢- فين الطلب اللي تبغاني أعمله؟

٣- كيف برأيك الناس اللي قلناهم فوق حيفهموا دي الجملة أو أساسا هل تظن إنها وصلت لهم و قرؤوها "حتى لو إنك حطيتها في الشوارع".

الموقع الإلكتروني:

٤- كم شخص من الهدف دخل الموقع فعلا؟ و متى دخلوه؟ بعد ما شافوا إعلان في الشارع؟ وصلهم رابط في الإيميل؟ و كيف اتأكدت إنه فتح الرابط لأنه عارف إنك جهة موثوقة مو بشكل عشوائي زي ما يعمل عادة.

٥- كم من اللي دخلوا الموقع فعلا من الفئة المستهدفة فهم إيش المكتوب زي:

  • هندسة اجتماعية.

  • معلوماتك البنكية.

٦- متى دخلوا الموقع؟ هل قبل تعرضهم لعملية احتيال أو بعد؟

٧- لما تطلب من المستهدف إنه يشارك نشاطه في نشر الوعي و المشاركة بالهاشتاق… هل تظن إنه مستهدفك حيشوف أو يفهم الرسالة؟

٨- لما تقول لشخص من الفئة اللي شرحناها فوق: أدخل للبنك من الموقع الموثوق… هو يعرف أصلا إيش يعني موقع موثوق؟

برأيك هل فيه شخص عاقل يعطي شخص "ظن" إنه نصاب دي المعلومات؟ لا طبعا.

٩- الموقع نفسه كان يبدو لي و أنا الشخص الخبير نوعا بما بإنه موقع نصب فما بالك بمن تم النصب عليه الآن و فقد ثقته بكل شيء.

محتوى تويتر

١٠- لماذا يهم أن يشارك الجميع لسحب الآيفون؟ فقط لوصول البوست لعدد أعلى من الأشخاص اللي كلهم يعرفوا إيش الموضوع أصلا؟! كيف حيتحقق الهدف كدا؟

الإيميلات

١١- ماذا تريد مني كمستفيد أن أفعل عندما يصلني إيميل فحواه خلك حريص؟ أين الفعل المطلوب؟ إنت كدا بتعودني إني أطنّش إيميلات البنك المهمة لأنه (مافي شي مهم لازم أعمله).

مشاركة الشركات

١٢- حبيت جدا مشاركة سمسا بإعلانهم عن ضرورة استخدام تطبيقهم مما يقلل فرصة عمليات النصب، لكن اللي وصل لهم الإعلان هم نفس الفئة اللي يعرفوا يميزوا إيميلات و مواقع النصب.

١٣- لمشاركة الكافيهات بوضع استيكرات أو طبع العبارة على الأكواب… كيف عرّفت الفئة المطلوبة بضرورة عدم مشارك هذا الكود بالتحديد؟!


تنوع تطبيقات الحملة جيد جدا بس قلبي وجعني لأنه ما كانت الحملة مدروسة بشكل كاف لتحقيق الأثر و تغيير السلوك.


نجاح الحملات يا أصدقائي ما يصير عن طريق قياس عدد المشاهدات و لا كم شخص شارك فعلا في الهاشتاق عشان يربح آيفون! ( وهذا موضوع مستفز آخر لازم أكتب عنه تدوينة).



مدري لو فيه أحد صبر يوصل لهنا… الموضوع استفزني شخصيا و حسيت يمكن صوتي يوصل لأحد حقيقي يقدر حملة فعّالة…

يمكن أكمل في كتابة و تحليل الحملات و شوية أشياء تانية تلفتني و تعجبني و تستفز الآخرين…

يمكن و يمكن لا… زي كل شي في هذه الحياة.


عجبتك التدوينة؟ يهمني رأيك لو قرأت...

فعلا يهمني مو كلام جرايد!




٢٦٩ مشاهدة٠ تعليق

Comments


bottom of page