top of page
صورة الكاتبMarwah Nadreen

الرقم الموحّد للشكاوى والمشاعر المؤقتة...

تاريخ التحديث: ٢١ ديسمبر ٢٠٢٤

اليوم، كنت في عدة مشاوير بشكل متتال، مما منحني فرصة لتأمل الحياة والشوارع حولي وأنا في السيارة سارحة تماما بعدة أفكار.

من صباح اليوم، كانت تدور في عقلي فكرة واحدة عن المشاعر المؤقتة اليومية التي نشعر بها.

هناك شيء يتغير داخل الإنسان عندما يدرك أن المشاعر ليست دائمة... شيء بريء يُكسر بعنف.


أعني أننا عندما كنا أطفالا، أو حتى مراهقين، كنا نظن أن أي شعور نشعر به سيكون دائما، ضخما، لا منتهيا... روحنا تتعلق به.


بأغنية إياد ريماوي مسافة أمان، يقول:

فيه بيني وبينك مسافة أمان، بتخليني حبك متل زمان، بتخليني حبك متل أول...

متل أول نشيد متل أول صلاة، متل الغنية اللي بضل عيدا من أولا...


ربما هذه هي الفكرة التي تجعل الشعور لأول مرة ضخما، عالقا في الذاكرة والجسد للأبد.

في المرة الأولى التي شعرت بها بالفراق، شعرت أن قلبي كان يتمزّق بداخلي... كنت في الصف الرابع، أودّع جارتي هادية وأنا أبكي بحرقة.

عدنا إلى جدة في نهاية تلك الصيفية، وأنا أشعر بفراغ بداخلي وشوق لها ولحنيتها علي.

كانت هادية ومازالت قدوتي ومرشدتي في الأوقات الصعبة.

وهذه كانت أول مرة أشعر بها بهذا الشعور بشكل يشل حركتي لعدة أيام. كتبت في مذكراتي: أنني لا أعرف كيف سأجد الدواء لهذا الألم.


لكنني الآن، عند الفراق ال ١٠٠.

ورغم أنني أعرف أنه سيكون شعور مؤقت، الحياة ما قصرت معي، دربتني بشكل جيد على الفراق بكل أنواعه.

الألم سيمضي، ربما بعد وقت طويل جدا جدا...

لكنه سيمضي، سأكون مشغولة بتفاصيل الحياة...

بأن أغسل وجهي كل يوم صباحا... أُلقي نظرة سريعة على انعكاسي، أضع كريما بالصدفة اشتريته لا أعرف فعلا فائدته على وجهي.

أعيد هذا كل يوم...

أعرف أنه سيمضي، تعلمت هذا الدرس ٩٩ مرة سابقة.

ذات صباح سأستيقظ مشغولة باتصال سريع يطلب مني أن أخرج من المنزل خلال أقل من خمسة دقائق لأنسى التفكير بكل هذا الشعور تدريجيا...


أصدقائي في المدرسة الثانوية، نبهوني ذات مرة أنني في بعض الأوقات، "ربما خجلا منهم عن قولهم دائما": مشاعرك قاسية... حتى أمي في الحقيقة لم تتوقف ولا مرة في خلافاتنا بوصفي قلبك حجر.

في الحقيقة يب، مشاعري باردة جدا.

مؤقتة دائما.

تنطفئ شرارة أي شعور بعد مرور عدة أيام في أسوأ الأحوال.

وأنسى كل شيء... حتى وجه الشخص.

مهما كانت درجة قربي منه.

هذه طريقة دربت نفسي عليها منذ أن وعيت على مشاعري... هذا اليوم سيمر... مهما كان الشعور، سيمر.


الفكرة التي أريد أن أوصلها لك هنا، أنك كشخص بالغ، عندما تعامل مشاعرك المزعج منها والمفرح على أنها مشاعر مؤقتة، فهذا يجعل منك وحشا كاسرا، يستطيع عيش الكثير من المواقف دون المرور بدوامات وتموجات هذه المشاعر...

لكنك، ستفقد في هذا الطريق الكثير من قطع إنسانيتك.


ثمّ خطر لي سؤال آخر...

هل نعرف متى هي المرة الأخيرة من هذه اللقاءات؟

في معظم الأحيان، علاقاتي تتلاشى تدريجيا مع عامل الوقت.

لا أتفق مع أحد بشكل واضح أن هذه هي المرة الأخيرة التي سأراه بها...

لكن المسافة شيئا فشيئا تبدأ بالتباعد.

تصبح الاتصالات أبرد.

الرسائل مقتضبة، تتساقط منها الإيموجيز للتغطية على فتور المشاعر.

إلى أن تتوقف.

حدودي رمادية دائما.

لا أحد فعليا يعرف شكل علاقته بي... ولأكون صادقة.. أنا لئيمة لأنني أتعمد هذه الطريقة.

أنت لا تعرف أنت في أي دائرة في حياتي.

صديق مقرب؟ صديق؟ أخ؟ شريك عمل؟ شخص أكرهه؟ لا أحبه؟ أريدك في حياتي أو لا أريدك؟

لن تعرف أبدا، وسأجعلك دائما تتساءل بينك وبين نفسك عن كل تصرف أقوم به.

ربما هذه طريقتي في الدفاع عن نفسي. لأُبقي نفسي في أمان.


نستنتج من هذا، أننا عندما ننضج ونكبر، ونصبح أكثر وعيا بفكرة المشاعر المؤقتة، نتجنب الدراما قدر الإمكان، نبكي وحدنا إن احتاج الأمر أثناء الاستحمام كي نخرج وكأن شيئا لم يكن.

لكننا بداخلنا نعرف أنها النهاية.

ندرك بالحاسة السادسة.


هل تضعون خططا للنهاية التدريجية أيها الناضجون؟


ثم الفكرة الثالثة التي خطرت على بالي،

هل هناك استعدادات للفراق مثلا؟

هل هناك مسكنات؟ منسيات؟ مخففات؟


ثم أخيرا...

فكرة طريق العودة...

ماذا لو كان هناك رقما موحدا للشكوى من المشاعر المؤقتة...

مكالمة مع غريب... تفش قلبك فيها...

تشكي كل شعورك

تصرخ بكل قوتك

تبكي

مو مهم كيف بتعبر

بس تعبر عشان تخلص.

ياله من يوم، ويالها من أفكار…




٨ مشاهدات٠ تعليق

أحدث منشورات

عرض الكل

Comments


bottom of page